الخميس، 8 أكتوبر 2009

يارب بس مليون جنيه !

هذه مقاله من مقالات الكاتب الأستاذ عبد الوهاب مطاوع :
و الذين يعرفون قصة حياة نجم السينما الكبير انور وجدي، يعرفون انه كان في شبابه في غاية الفقر، و يعجز احيانا عن دفع ايجار غرفته فوق السطوح فيبيت في كواليس المسرح الذي يؤدي فيه أدوار الكومبارس.. و يقضي معظم لياليه يتضور جوعا و لا يجد ما يسد به رمقه.. و كان يؤمن ايمانا راسخا بأن السعادة في الثراء و في الثراء وحده و ليس في اي شيئ آخر سواه، و يحلم باليوم الذي يستطيع فيه ان يرتدي افخر الملابس.. و يأكل ما تشتهيه نفسه من الأطعمة الفاخرة و يقيم في مسكن فاخر، و في احدى الليالي اشتد به الضيق بالفقر و الحرمان، فهتف داعيا ربه بهذا الدعاء الغريب: يا رب.. مليون جنيه و سرطان! و اشتهر هذا الدعاء العجيب عنه بين زملائه.. اذ لم يكن يكف عن ترديده امامهم. ثم انتهت سنوات الحرمان، و بدأ انور وجدي يحقق نجاحه و تحول خلال سنوات الى فتى أول شهير و مخرج و منتج سينمائي ناجح، و تحقق افلامه نجاحا جماهيريا واسعا.. و أقام في شقة فاخرة في الزمالك، و بنى عمارة ضخمة في وسط المدينة.. و حفلت موائده كل ليلة بما كان يشتهيه و هو فقير محروم من الأطعمة و بالذات الخروف المشوي و الديوك الرومية، و فجأة احس ذات ليلة بآلام عارضة في معدته فعرض نفسه على الأطباء.. فإذا بهم يكتشفون اصابته بسرطان متأخر في المعدة، و يحرمون عليه كل أنواع الطعام الفاخر، فيمضي سنواته الأخيرة يدعو أصدقائه الى العشاء و يقدم لهم الخروف المشوي و الديوك الرومية و يستحثهم ان يأكلوا بشهية ليستمتع بمرأى الطعام الشهي الذي حلم به و حرمه الفقر منه في شبابه.. و المرض في ثرائه.. بينما يكتفي هو بعشاء من الزبادي.. و لم تمض فترة قصيرة حتى مات في عز رجولته و شهرته، و أحصى ورثته ثروته في منتصف الخمسينات فإذا بها مليون جنيه بالتمام و الكمال!

ليست هناك تعليقات: